الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              2225 [ ص: 391 ] باب استلام الركنين "اليمانيين" في الطواف

                                                                                                                              وقال النووي : (باب: استحباب استلام الركنين "اليمانيين" في الطواف، دون الركنين الآخرين).

                                                                                                                              حديث الباب

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 15 ج 9 المطبعة المصرية

                                                                                                                              [(عن عبيد الله، حدثني نافع، ، عن ابن عمر ). رضي الله عنهما (قال: ما تركت استلام هذين الركنين: اليماني، والحجر. مذ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يستلمهما، في شدة ولا رخاء ].

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              اعلم: أن ( للبيت ) أربعة أركان: (الركن الأسود. والركن اليماني). ويقال لهما: (اليمانيان) تغليبا. والركنان الآخران، يقال لهما: (الشاميان). ولم يثبت عنه -صلى الله عليه وسلم -: استلام الركن اليماني، والركن الأسود . كما في الأحاديث الصحيحة. ولم يثبت: أنه استلم غيرهما قط.

                                                                                                                              [ ص: 392 ] ثم ثبت عنه في الركن الأسود: أنه قبله. وثبت: أنه وضع يده عليه، ثم قبلها. وثبت عنه: أنه استلمه بمحجن.

                                                                                                                              ولم يثبت عنه (في الركن اليماني): إلا مجرد الاستلام، لا التقبيل؛ إلا في رواية ( البخاري في تاريخه: عن ابن عباس . ورواه أيضا أبو يعلى ، والدارقطني ، وسنده ضعيف. وزاد الدارقطني فيه: (أنه، كان يضع خده عليه).

                                                                                                                              ولكن الثابت (في الصحيحين وغيرهما) ، من حديث ابن عمر : (أنه -صلى الله عليه وسلم -كان يستلمه فقط) .

                                                                                                                              ورواية: التقبيل، ووضع الخد عليه: لم تثبت كما عرفت.

                                                                                                                              قال النووي : أجمعت الأمة: على استحباب استلام (الركنين اليمانيين).

                                                                                                                              واتفق الجماهير: على أنه لا يمس (الركنين الآخرين). واستحبه بعض السلف.

                                                                                                                              قال القاضي أبو الطيب : أجمعت أئمة الأمصار والفقهاء: على أنهما لا يستلمان.

                                                                                                                              قال: وإنما كان فيه خلاف، لبعض الصحابة والتابعين، وانقرض الخلاف. وأجمعوا: على أنهما لا يستلمان.




                                                                                                                              الخدمات العلمية