الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                [ ص: 77 ] واضمم يدك إلى جناحك تخرج بيضاء من غير سوء آية أخرى لنريك من آياتنا الكبرى

                                                                                                                                                                                                قيل لكل ناحيتين : جناحان ، كجناحي العسكر لمجنبتيه ، وجناحا الإنسان : جنباه ، والأصل المستعار منه جناحا الطائر ، سميا جناحين ، لأنه يجنحهما عند الطيران ، والمراد : إلى جنبك تحت العضد ؛ دل على ذلك قوله : "تخرج " ، السوء : الرداءة والقبح في كل شيء ، فكني به عن البرص كما كني عن العورة بالسوأة ، وكان جذيمة صاحب الزباء أبرص فكنوا عنه بالأبرش ، والبرص : أبغض شيء إلى العرب ، وبهم عنه نفرة عظيمة ، وأسماعهم لاسمه مجاجة ، فكان جديرا بأن يكنى عنه ، ولا نرى أحسن ولا ألطف ولا أحز للمفاصل من كنايات القرآن وآدابه ، يروى : أنه كان آدم فأخرج يده من مدرعته بيضاء لها شعاع كشعاع الشمس يعشي البصر ، "بيضاء " ، و "آية " : حالان معا ، و من غير سوء : " من" صلة لبيضاء ، كما تقول : ابيضت من غير سوء ، وفي نصب : "آية " : وجه آخر ، وهو : أن يكون بإضمار نحو : خذ ، ودونك ، وما أشبه ذلك ؛ حذف لدلالة الكلام ، وقد تعلق بهذا المحذوف ، "لنريك" أي : خذ هذه الآية أيضا- بعد قلب العصا حية لنريك بهاتين الآيتين بعض آياتنا الكبرى ، أو لنريك بهما الكبرى من آياتنا ، أو لنريك من آياتنا الكبرى فعلنا ذلك .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية