الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 319 ] القول في تأويل قوله ( الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا ( 139 ) )

قال أبو جعفر : أما قوله جل ثناؤه : " الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين " ، فمن صفة المنافقين . يقول الله لنبيه : يا محمد ، بشر المنافقين الذين يتخذون أهل الكفر بي والإلحاد في ديني"أولياء" يعني : أنصارا وأخلاء "من دون المؤمنين" ، يعني : من غير المؤمنين "أيبتغون عندهم العزة" ، يقول : أيطلبون عندهم المنعة والقوة ، باتخاذهم إياهم أولياء من دون أهل الإيمان بي ؟" فإن العزة لله جميعا " ، يقول : فإن الذين اتخذوهم من الكافرين أولياء ابتغاء العزة عندهم ، هم الأذلاء الأقلاء ، فهلا اتخذوا الأولياء من المؤمنين ، فيلتمسوا العزة والمنعة والنصرة من عند الله الذي له العزة والمنعة ، الذي يعز من يشاء ويذل من يشاء ، فيعزهم ويمنعهم ؟ .

وأصل"العزة" ، الشدة . ومنه قيل للأرض الصلبة الشديدة ، "عزاز" . وقيل : "قد استعز على المريض" ، إذا اشتد مرضه وكاد يشفى . ويقال : "تعزز اللحم" ، إذا اشتد . ومنه قيل : "عز علي أن يكون كذا وكذا" ، بمعنى : اشتد علي .

التالي السابق


الخدمات العلمية