الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء


              385- معاوية بن عبد الكريم

              ومنهم معاوية بن عبد الكريم رضي الله تعالى عنه .

              حدثنا أبي ، ثنا أحمد بن محمد بن عمر ، ثنا عبد الله بن محمد الأموي ، حدثني الحسن بن علي ، أنه حدث عن زيد بن الحباب ، قال : حدثني معاوية بن عبد الكريم ، قال : ذكروا عند الحسن الزهد ، فقال بعضهم : اللباس ، وقال بعضهم : المطعم ، وقال بعضهم : كذا ، وقال الحسن : لستم في شيء ، الزاهد إذا رأى أحدا قال :هو أفضل مني . روى معاوية عن الحسن ، ومحمد بن سيرين ، وأبي رجاء العطاردي ، وبكر بن عبد الله المزني ، وعطاء ، وقيس بن سعد وغيرهم رضي الله تعالى عنهم .

              حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن بالويه النيسابوري المعدل ببغداد - وكان حاجا - ، ثنا محمد بن صالح الضميري ، ثنا النضر بن سلمة ، ثنا محمد بن الحسن زبالة ، ثنا معاوية بن عبد الكريم الضال ، عن الجلد بن أيوب ، عن معاوية بن قرة ، عن أنس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فلما تجلى ربه للجبل طارت لعظمته ستة أجبل فوقعت بالمدينة أحد ، وورقان ، ورضوى ، ووقع بمكة [ ص: 315 ] ثور ، وثبير ، وحراء " . غريب من حديث معاوية بن قرة والجلد ومعاوية الضال تفرد به عنه محمد بن الحسن بن زبالة المخزومي .

              حدثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم - في كتابه - ، وحدثني عنه منصور بن أحمد بن ممية ، ثنا جعفر بن كزال ، ثنا إبراهيم بن بشير المكي ، ثنا معاوية بن عبد الكريم ، عن أبي حمزة ، عن ابن عمر ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن العبد أخذ عن الله أدبا حسنا إذا وسع عليه وسع ، وإذا أمسك عليه أمسك " . غريب من حديث معاوية سندا متصلا مرفوعا وإنما يحفظ هذا من قبل الحسن مستشهدا بقوله تعالى : ( لينفق ذو سعة من سعته ) الآية .

              قال الشيخ رحمه الله : انقضى ذكر الجماعة من البصريين وعبادها ونجومها ، ذكرنا طرفا من أحوال أئمة الهدى وأعلام التقى ومصابيح الدجى من الصحابة وتابعيهم رضي الله تعالى عنهم . ونذكر الآن من سلك سمتهم ، ونحا نحوهم ، فبدأنا بأئمة البلدان ومحاسن الزمان كمالك بن أنس ، وسفيان بن سعيد ، وشعبة بن الحجاج ، ومسعر بن كدام ، والليث بن سعد ، وسفيان بن عيينة ، وداود الطائي ، والحسن وعلي ابني صالح ، وفضيل بن عياض وقرنائهم ليكون الكتاب جامعا لتسمية الشموس والأقمار والأئمة ذوي الأخطار ، ثم نتبعهم بذكر المقتدين بهم والتابعين لهم من النجوم الزواهر الذين أبرزوا للقدرة من السواتر ، ونصبوا لإذاعة المواعظ والزواجر ، وهم الذين تطهروا من عوارض العلل والفتن ، وأيدوا بموارد التحف والمنن ، فحفظت أسرارهم وسلمت أعمارهم وحمدت أحوالهم وآثارهم ، وارتفعت بمراعاة الحرمة ومصافاة الخدمة أخطارهم .

              صفت من الأغيار أسرارهم فعلت في الأبرار أذكارهم ، تمت أنوارهم فانتفت أكدارهم ، دامت أذكارهم فماتت أوزارهم . فهم العمد والأوتاد ، وبهجة العباد والبلاد ، اقتصرنا من ذكر أحوالهم وأقوالهم على اليسير مما انتشر في الناس من حكمهم الكثير .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية