الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (6) قوله تعالى : وكذلك يجتبيك ربك : الكاف في موضع نصب أو رفع ، فالنصب : إما على الحال من ضمير المصدر المقدر ، وقد تقدم أنه رأي سيبويه ، وإما على النعت لمصدر محذوف والمعنى : مثل ذلك الاجتباء العظيم يجتبيك . والرفع على خبر ابتداء مضمر أي : الأمر كذلك . وقد تقدم له نظائر .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : ويعلمك مستأنف ليس داخلا في حيز التشبيه ، والتقدير : وهو يعلمك . والأحاديث : جمع تكسير ، فقيل : لواحد ملفوظ به وهو " حديث " ولكنه شذ جمعه على أحاديث ، وله أخوات في الشذوذ كأباطيل وأقاطيع وأعاريض في باطل وقطيع وعروض . وزعم أبو زيد أن لها واحدا مقدرا وهو أحدوثة ونحوه ، وليس باسم جمع ؛ لأن هذه الصيغة مختصة بالتكسير ، [ ص: 441 ] وإذا كانوا قد التزموا ذلك فيما لم يصرح له بمفرد من لفظه نحو : عباديد وشماطيط وأبابيل ففي " أحاديث " أولى ، ولهذا رد على الزمخشري قوله : " وهي اسم جمع للحديث وليس بجمع أحدوثة " بما ذكرته ، ولكن قوله " ليس بجمع أحدوثة " صحيح ؛ لأن مذهب الجمهور خلافه ، على أن كلامه قد يريد به غير ظاهره من قوله اسم جمع .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : عليك يجوز أن يتعلق بـ " يتم " ، وأن يتعلق بـ " نعمته " . وكرر " على " في قوله : " وعلى آل " ليمكن العطف على الضمير المجرور . هذا مذهب البصريين ، وتقدم بيانه . وقوله : " من قبل " أي من قبلك .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : إبراهيم وإسحاق يجوز أن يكون بدلا من " أبويك " أو عطف بيان ، أو على إضمار أعني .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية