الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فلا تسألني ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين قال رب إني أعوذ بك أن أسألك ما ليس لي به علم وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين

                                                          إنه في ذاته عمل غير صالح، فشاقك وترك صفك وكان في صف المشركين، وهناك قراءة بكسر الميم في كلمة (عمل) على أنه فعل وبفتح الراء في كلمة (غير) فيكون اللفظ " عمل غير صالح " ذلك بانضمامه إلى صفوف المعاندين، ويكون في التقدير على القراءة الأولى أنه ذاته صار كأنه عمل غير صالح، وهي أبلغ في الدلالة على فساده من القراءة الثانية، وقد عاتبه الله تعالى: فلا تسألني ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين (الفاء) لترتيب ما قبلها على ما بعدها، فترتب على كونه عملا غير صالح وعده نوح من أهله - ذلك [ ص: 3713 ] العتاب، وفي كلمة: فلا تسألني النون نون التوكيد الخفيفة المؤكدة للطلب، ثم أكد العتب بذكر علته: أعظك أن تكون من الجاهلين أي: أبصرك كراهة أن تكون من الجاهلين بأن الولاية مقطوعة بين المؤمن والكافر.

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية