الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        إن المجرمين في عذاب جهنم خالدون لا يفتر عنهم وهم فيه مبلسون وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون لقد جئناكم بالحق ولكن أكثركم للحق كارهون

                                                                                                                                                                                                                                        إن المجرمين الذين أجرموا بكفرهم وتكذيبهم في عذاب جهنم أي: منغمرون فيه، محيط بهم العذاب من كل جانب، خالدون فيه، لا يخرجون منه أبدا

                                                                                                                                                                                                                                        و لا يفتر عنهم العذاب ساعة، بإزالته، ولا بتهوين عذابه، وهم فيه مبلسون أي: آيسون من كل خير، غير راجين للفرج، وذلك أنهم ينادون ربهم فيقولون: ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون قال اخسئوا فيها ولا تكلمون وهذا العذاب العظيم، بما قدمت أيديهم، وبما ظلموا به أنفسهم. والله لم يظلمهم ولم يعاقبهم بلا ذنب ولا جرم.

                                                                                                                                                                                                                                        ونادوا وهم في النار، لعلهم يحصل لهم استراحة، يا مالك ليقض علينا ربك أي: ليمتنا فنستريح، فإننا في غم شديد، وعذاب غليظ، لا صبر لنا عليه ولا جلد. فـ قال لهم مالك خازن النار -حين طلبوا منه أن يدعو الله لهم أن يقضي عليهم: إنكم ماكثون أي: مقيمون فيها، لا تخرجون عنها أبدا، فلم [ ص: 1620 ] يحصل لهم ما قصدوه، بل أجابهم بنقيض قصدهم، وزادهم غما إلى غمهم.

                                                                                                                                                                                                                                        ثم وبخهم بما فعلوا فقال: لقد جئناكم بالحق الذي يوجب عليكم أن تتبعوه فلو تبعتموه، لفزتم وسعدتم، ولكن أكثركم للحق كارهون فلذلك شقيتم شقاوة لا سعادة بعدها.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية