الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 198 ] ثم دخلت سنة تسع ومائتين

فمن الحوادث فيها :

أن عبد الله بن طاهر حاصر نصر بن شبث ، وضيق عليه حتى طلب الأمان ، فكتب عبد الله بن طاهر إلى المأمون يخبره فكتب له كتاب أمان .

وفيها : ولى المأمون صدقة بن علي المعروف بزريق أرمينية ، وأذربيجان ، ومحاربة بابك .

وفيها : بويع لإبراهيم بن محمد بن عبد الوهاب بن إبراهيم الإمام بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس ، وهو يعرف بابن عائشة ، وهي عائشة بنت سليمان بن علي جدته أم أبيه ، فولد عبد الوهاب ينتسبون إليها ، وأختها لأبيها وأمها زينب بنت سليمان بن علي ، وكانت تحت محمد بن إبراهيم الإمام ، فولده منها ينتسبون إليها ، فبويع لإبراهيم ابن عائشة سرا في هذه السنة ، بايع له جماعة من قواد المأمون منهم :

محمد بن إبراهيم الإفريقي ، ومالك بن شاهك ، فسعي بهم وبه إلى المأمون . [ ص: 199 ] فحبسهم ثم أخرجهم في السنة التي تليها ، فضرب أعناقهم وأمر بصلبهم ، وكان ابن عائشة أول عباسي صلب في الإسلام .

وحج بالناس في هذه السنة صالح بن العباس بن محمد بن علي ، وكان إذ ذاك واليا على مكة .

التالي السابق


الخدمات العلمية