الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ وصية مالك بن عوف لقومه ولقاء الزبير لهم ]

وخرج مالك بن عوف عند الهزيمة ، فوقف في فوارس من قومه ، على ؟ ثنية من الطريق ، وقال لأصحابه : قفوا حتى تمضي ضعفاؤكم ، وتلحق أخراكم . فوقف هناك حتى مضى من كان لحق بهم من منهزمة الناس ، فقال مالك بن عوف في ذلك :


ولولا كرتان على محاج لضاق على العضاريط الطريق     ولولا كر دهمان بن نصر
لدى النخلات مندفع الشديق     لآبت جعفر وبنو هلال
خزايا محقبين على شقوق



قال ابن هشام : هذه الأبيات لمالك بن عوف في غير هذا اليوم . ومما يدلك [ ص: 456 ] على ذلك قول دريد بن الصمة في صدر هذا الحديث : ما فعلت كعب وكلاب ؟

فقالوا له : لم يشهدها منهم أحد . وجعفر بن كلاب . وقال مالك بن عوف في هذه الأبيات : لآبت جعفر وبنو هلال .

قال ابن هشام : وبلغني أن خيلا طلعت ومالك وأصحابه على الثنية ، فقال لأصحابه : ماذا ترون ؟ فقالوا : نرى قوما واضعي رماحهم بين آذان خيلهم طويلة بوادهم ؛ فقال : هؤلاء بنو سليم ، ولا بأس عليكم منهم ، فلما أقبلوا سلكوا بطن الوادي . ثم طلعت خيل أخرى تتبعها ، فقال لأصحابه : ماذا ترون ؟ قالوا : نرى قوما عارضي رماحهم ، أغفالا على خيلهم ؛ فقال : هؤلاء الأوس والخزرج ، ولا بأس عليكم منهم . فلما انتهوا إلى أصل الثنية سلكوا طريق بني سليم . ثم طلع فارس ، فقال لأصحابه : ماذا ترون ؟ قالوا : نرى فارسا طويل الباد ، واضعا رمحه على عاتقه ، عاصبا رأسه بملاءة حمراء فقال هذا الزبير بن العوام وأحلف باللات ليخالطنكم ، فاثبتوا له . فلما انتهى الزبير إلى أصل الثنية أبصر القوم ، فصمد لهم ، فلم يزل يطاعنهم حتى أزاحهم عنها .

التالي السابق


الخدمات العلمية