الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 1799 ) فصل : فإن استغنى عنها فقراء أهل بلدها ، جاز نقلها . نص عليه أحمد ، فقال : قد تحمل الصدقة إلى الإمام إذا لم يكن فيها فقراء أو كان فيها فضل عن حاجتهم ، وقال أيضا : لا تخرج صدقة قوم عنهم من بلد إلى بلد ، إلا أن يكون فيها فضل عنهم ; لأن الذي كان يجيء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر ، وعمر من الصدقة ، إنما كان عن فضل منهم ، يعطون ما يكفيهم ، ويخرج الفضل عنهم .

                                                                                                                                            وروى أبو عبيد ، في كتاب " الأموال " ، بإسناده عن عمرو بن شعيب ، أن معاذ بن جبل لم يزل بالجند ، إذ بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى مات النبي صلى الله عليه وسلم ثم قدم على عمر ، فرده على ما كان عليه ، فبعث إليه معاذ بثلث صدقة الناس ، فأنكر ذلك عمر ، وقال : لم أبعثك جابيا ، ولا آخذ جزية ، لكن بعثتك لتأخذ من أغنياء الناس ، فترد على فقرائهم . فقال معاذ : ما بعثت إليك بشيء وأنا أجد أحدا يأخذه مني . فلما كان العام الثاني ، بعث إليه بشطر الصدقة ، فتراجعا بمثل ذلك ، فلما كان العام الثالث بعث إليه بها كلها ، فراجعه عمر بمثل ما راجعه ، فقال معاذ : ما وجدت أحدا يأخذ مني شيئا .

                                                                                                                                            وكذلك إذا كان ببادية ، ولم يجد من يدفعها إليه ، فرقها على فقراء أقرب البلاد إليه .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية