الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (27) قوله تعالى : من دبر و من قبل : قرأ العامة جميع ذلك بضمتين والجر والتنوين ، بمعنى من خلف ومن قدام أي : من خلف القميص وقدامه ، أو يوسف . وقرأ الحسن وأبو عمرو في رواية بتسكين العين تخفيفا وهي لغة الحجاز وأسد . وقرأ ابن يعمر وابن أبي إسحاق والعطاردي والجارود بثلاث ضمات ، وروي عن الجارود وابن أبي إسحاق وابن يعمر وأيضا بسكون العين وبنائهما على الضم ، ووجه ضمهما أنهم جعلوهما كقبل وبعد في بنائهما على الضم عند قطعهما عن الإضافة ، فجعلوهما غاية ، ومعنى الغاية أن يجعل المضاف غاية نفسه بعدما كان المضاف إليه غايته ، والأصل إعرابهما لأنهما اسمان متمكنان وليسا بظرفين . قال أبو حاتم : " وهذا رديء في العربية وإنما يقع هذا البناء في الظروف " .

                                                                                                                                                                                                                                      وقال الزمخشري : " والمعنى : من قبل القميص ومن دبره ، وأما التنكير [ ص: 473 ] فمعناه من جهة يقال لها قبل ومن جهة يقال لها دبر ، وعن ابن أبي إسحاق أنه قرأ " من قبل ومن دبر " بالفتح كأنه جعلهما علمين للجهتين ، فمنعهما الصرف للعلمية والتأنيث " . وقد تقدم الخلاف في " كان " الواقعة في حيز الشرط : هل تبقى على معناها من المضي وإليه ذهب المبرد ، أم تنقلب إلى الاستقبال كسائر الأفعال ، وأن المعنى على التبيين ؟

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : فكذبت و فصدقت على إضمار " قد " لأنها تقرب الماضي من الحالة ، هذا إذا كان الماضي متصرفا ، أما إذا كان جامدا فلا يحتاج إلى " قد " لا لفظا ولا تقديرا .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية