الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (33) قوله تعالى : رب السجن : العامة على كسر الباء لأنه مضاف لياء المتكلم ، اجتزئ عنها بالكسرة وهي الفصحى . و " السجن " بكسر السين ورفع النون على أنه مبتدأ ، والخبر " أحب " . والسجن الحبس ، والمعنى : دخول السجن .

                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ بعضهم : " رب " بضم الباء وجر النون على أن " رب " مبتدأ و " السجن " خفض بالإضافة ، و " أحب " خبره ، والمعنى : ملاقاة صاحب السجن ومقاساته أحب إلي .

                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ عثمان ومولاه طارق وزيد بن علي والزهري وابن أبي إسحاق وابن هرمز ويعقوب بفتح السين ، وفي الباقي كالعامة . والسجن مصدر ، أي : الحبس أحب إلي ، و " إلي " متعلق بـ " أحب " وقد تقدم أن الفاعل هنا يجر بـ " إلى " والمفعول باللام ، وفي الحقيقة ليست هنا أفعل على بابها من التفضيل لأنه لم يحب ما يدعونه إليه قط ، وإنما هذان شران فآثر أحد الشرين على الآخر .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : أصب قرأ العامة بتخفيف الباء من صبا يصبو أي : رق شوقه . والصبوة : الميل إلى الهوى ، ومنه " الصبا " لأن النفوس تصبو إليها أي : تميل ، لطيب نسيمها وروحها يقال : صبا يصبو صباء وصبوا ، وصبي يصبى صبا ، والصبا بالكسر اللهو واللعب .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 494 ] وقرأت فرقة " أصب " بتشديدها من صببت صبابة فأنا صب ، والصبابة : رقة الشوق وإفراطه كأنه لفرط حبه ينصب فيما يهواه كما ينصب الماء .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية