الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                قال يا ابن أم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي

                                                                                                                                                                                                قرئ : "بلحيتي " : بفتح اللام ، وهي لغة أهل الحجاز ، كان موسى -صلوات الله عليه- رجلا حديدا مجبولا على الحدة والخشونة والتصلب في كل شيء ، شديد الغضب لله ولدينه ، فلم يتمالك حين رأى قومه يعبدون عجلا من دون الله بعد ما رأوا من الآيات العظام ، أن ألقى ألواح التوراة لما غلب ذهنه من الدهشة العظيمة ؛ غضبا لله واستنكافا وحمية ، وعنف بأخيه وخليفته على قومه ، فأقبل عليه إقبال العدو المكاشف قابضا على شعر رأسه -وكان أقرع- وعلى شعر وجهه يجره إليه ، أي : لو قاتلت بعضهم ببعض لتفرقوا وتفانوا ، فاستأنيتك أن تكون أنت المدارك بنفسك ، المتلافي برأيك ، وخشيت عتابك على إطراح ما وصيتني به من ضم النشر وحفظ الدهماء ، ولم يكن لي بد من رقبة وصيتك والعمل على موجبها .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية