الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (35) قوله تعالى : ثم بدا : في فاعله أربعة أوجه ، أحسنها : أنه ضمير يعود على السجن بفتح السين أي : ظهر لهم حبسه ، ويدل على ذلك لفظة " السجن " في قراءة العامة ، وهو بطريق اللازم ، ولفظ " السجن " في قراءة من فتح السين . والثاني : أن الفاعل ضمير المصدر المفهوم من الفعل وهو " بدا " أي : بدا لهم بداء ، وقد صرح الشاعر به في قوله :


                                                                                                                                                                                                                                      2793 - ... ... ... ... بدا لك في تلك القلوص بداء



                                                                                                                                                                                                                                      والثالث : أن الفاعل مضمر يدل عليه السياق ، أي : بدا لهم رأي . والرابع : أن نفس الجملة من " ليسجننه " هي الفاعل ، وهذا من أصول الكوفيين .

                                                                                                                                                                                                                                      و " حتى " غاية لما قبله . وقوله : " ليسجننه " على قول الجمهور جواب لقسم محذوف ، وذلك القسم وجوابه معمول لقول مضمر ، وذلك القول المضمر في محل نصب على الحال ، أي : ظهر لهم كذا قائلين : والله ليسجننه حتى حين .

                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ الحسن " لتسجننه " بتاء الخطاب ، وفيه تأويلان ، أحدهما : أن يكون خاطب بعضهم بعضا بذلك . والثاني : أن يكون خوطب به العزيز تعظيما له .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 495 ] وقرأ ابن مسعود " عتى " بإبدال حاء " حتى " عينا وأقرأ بها غيره فبلغ ذلك عمر بن الخطاب فكتب إليه : " إن هذا القرآن نزل بلغة قريش ، فأقرئ الناس بلغتهم " . قلت : وإبدال الحاء عينا لغة هذلية .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية