الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قوله تعالى أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتا وهم نائمون أوأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون

قوله تعالى أفأمن أهل القرى الاستفهام للإنكار ، والفاء للعطف . نظيره : أفحكم الجاهلية والمراد بالقرى مكة وما حولها ; لأنهم كذبوا محمدا صلى الله عليه وسلم وقيل : هو عام في جميع القرى .

أن يأتيهم بأسنا أي عذابنا . بياتا أي ليلا وهم نائمون

" أوأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى " قرأه الحرميان وابن عامر بإسكان الواو للعطف ، على معنى الإباحة ; مثل ولا تطع منهم آثما أو كفورا . جالس الحسن أو ابن سيرين . والمعنى : أو أمنوا هذه الضروب من العقوبات . أي إن أمنتم ضربا منها لم تأمنوا الآخر . ويجوز أن يكون " أو " لأحد الشيئين ، كقولك : ضربت زيدا أو عمرا . وقرأ الباقون بفتحها بهمزة بعدها . جعلها واو العطف دخلت عليها ألف الاستفهام ; نظيره أوكلما عاهدوا عهدا

وهم يلعبون أي وهم فيما لا يجدي عليهم ; يقال لكل من كان فيما يضره ولا يجدي عليه لاعب ، ذكره النحاس . وفي الصحاح : اللعب معروف ، واللعب مثله . وقد لعب يلعب . وتلعب : لعب مرة بعد أخرى . ورجل تلعابة : كثير اللعب ، والتلعاب بالفتح المصدر . وجارية لعوب .

التالي السابق


الخدمات العلمية