الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              2263 باب صفة السير في الدفع من عرفة

                                                                                                                              وذكره النووي في الباب المتقدم.

                                                                                                                              حديث الباب

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم النووي ص 34 ج9 المطبعة المصرية

                                                                                                                              [عن هشام عن أبيه. قال سئل أسامة وأنا شاهد (أو قال: سألت أسامة بن زيد) وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أردفه من عرفات .

                                                                                                                              [ ص: 514 ] قلت: كيف كان يسير رسول الله صلى الله عليه وسلم، حين أفاض من عرفة؟ قال كان يسير العنق فإذا وجد فجوة نص
                                                                                                                              .]

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن عروة. قال: سئل أسامة وأنا شاهد ، أو قال: سألت أسامة بن زيد) رضي الله عنهما (وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أردفه من عرفات. قلت: كيف كان يسير رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حين أفاض من عرفة ؟ قال: كان يسير العنق) بفتح العين والنون.

                                                                                                                              قال في (النيل) : هو السير ، الذي بين الإبطاء والإسراع.

                                                                                                                              وفي (المشارق) : أنه سير سهل في سرعة.

                                                                                                                              وقال القزاز: هو سير سريع.

                                                                                                                              وقال في (القاموس) : هو الخطو الفسيح.

                                                                                                                              وانتصب (العنق) ، على المصدر المؤكد للفظ الفعل.

                                                                                                                              (فإذا وجد فجوة) بفتح الفاء: المكان المتسع.

                                                                                                                              وروي في الموطإ: (فرجة) بضم الفاء وفتحها. وهي بمعنى: الفجوة.

                                                                                                                              (نص) بفتح النون وتشديد الصاد. [ ص: 515 ] قال النووي: والعنق والنص: نوعان من إسراع السير. وفي (العنق نوع) من الرفق.

                                                                                                                              وفيه من الفقه: استحباب الرفق في السير ، في حال الزحام. فإذا وجد (فرجة) : استحب الإسراع ، ليبادر إلى المناسك ، وليتسع له الوقت ، ليمكنه الرفق في حال الزحمة.

                                                                                                                              قال ابن عبد البر: في هذا الحديث: كيفية السير ، في الدفع من عرفة إلى مزدلفة ، لأجل الاستعجال للصلاة ، لأن المغرب لا تصلى إلا مع العشاء ، بالمزدلفة. فيجمع بين المصلحتين: من الوقار والسكينة ، عند الزحمة. ومن الإسراع ، عند عدم الزحام. انتهى.




                                                                                                                              الخدمات العلمية