الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                صفحة جزء
                                [ ص: 458 ] 23 - باب

                                يجيب الإمام على المنبر إذا سمع النداء

                                872 914 - ثنا ابن مقاتل، أنا عبد الله، أنا أبو بكر بن عثمان بن سهل بن حنيف، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، قال: سمعت معاوية بن أبي سفيان، وهو جالس على المنبر، أذن المؤذن، فقال: " الله أكبر الله أكبر ". قال معاوية: " الله أكبر الله أكبر "، فقال: " أشهد أن لا إله إلا الله ". فقال معاوية: " وأنا " قال: " أشهد أن محمدا رسول الله ". قال معاوية: " وأنا "، فلما قضى التأذين قال: يا -أيها الناس-، إني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على هذا المجلس حين أذن المؤذن يقول ما سمعتم مني من مقالي.

                                التالي السابق


                                المقصود من هذا الحديث في هذا الباب: أن الإمام يجيب المؤذن على المنبر إذا أذن بين يديه، كما يجيبه غيره من السامعين، وليس في ذلك خلاف؛ فإن الإمام من جملة السامعين للمؤذن، فيدخل في عموم قوله: " إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلما يقول ".

                                وقد سبق في " الأذان " الكلام على إجابة المؤذن مستوفى.

                                وفي حديث معاوية : دليل على أن من سمع مخبرا يخبر عن نفسه بشيء، فقال هو - مجيبا له -: " وأنا "، أنه يصير مقرا بمثل ما أقر به.

                                وعلى هذا: فلو سمع الكافر مؤذنا يؤذن، فقال - مجيبا له -: " وأنا "، فهل يصير مسلما؟

                                [ ص: 459 ] وقد قال أحمد في ذمي مر بمؤذن، يؤذن، فقال له: كذبت: إنه يقتل.

                                وكذا لو سمع رجل رجلا قال لامرأته: أنت طالق، أو قال: امرأتي طالق، فقال: وأنا، ونوى الطلاق، فهل تطلق امرأته؟

                                وقد حكى القاضي أبو يعلى في " تعليقه " فيما إذا قال رجل لرجل: يا زان، فقال له: لا، بل أنت، فهل يحد الثاني، لكونه قاذفا، أم لا؟ على وجهين.



                                الخدمات العلمية