الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ثم دخلت سنة تسع عشرة ومائتين

[خروج محمد بن القاسم بن علي بن عمر بن الحسين بن علي بن أبي طالب بالطالقان]

فمن الحوادث فيها: خروج محمد بن القاسم بن علي بن عمر بن الحسين بن علي بن أبي طالب بالطالقان من خراسان يدعو إلى الرضا من آل محمد ، واجتمع إليه بها ناس كثير ، وكانت بينه وبين قواد عبد الله بن طاهر وقعات بناحية الطالقان وجبالها ، فهزم هو وأصحابه ، فخرج هاربا يريد بعض كور خراسان وكانوا قد كاتبوه ، فدل العامل عليه ، فأخذه واستوثق منه ، وبعث به إلى عبد الله بن طاهر ، فبعث به إلى المعتصم ، فقدم به عليه يوم الاثنين لأربع عشرة ليلة خلت من ربيع الآخر ، فحبس عند مسرور الكبير الخادم في محبس ضيق يكون طوله ثلاث أذرع في ذراعين ، فمكث فيه ثلاثة أيام ثم حول إلى موضع أوسع من ذلك ، وأجري عليه طعام ، ووكل به قوم يحفظونه ، فلما كانت ليلة الفطر واشتغل الناس بالعيد هرب من الحبس ، وذلك أنه دلي إليه حبل من أعلى البيت من كوة يدخل منها الضوء ، فعلق به ، فذهب ، فلم يعرف له خبر . [ ص: 42 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية