الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولما كان قولهم ذلك ناشئا عن طبع الإنسان على الوقوف مع الحالة الراهنة والعمى عن الاستضاءة بنور العقل فيما يزيلها في العاقبة، بين ذلك [ليعلم أن طبعه مناف لما تضمنه مقصود السورة من الإحكام الذي هو ثمرة العلم. وبعلم ذلك يعلم مقدار نعمته على من حفظه على ما فطره عليه من أحسن تقويم] بقوله مؤكدا لأن كل أحد ينكر أن يكون طبعه كذلك: ولئن أذقنا أي: بما لنا من العظمة الإنسان أي: هذا النوع المستأنس بنفسه; ولما كان من أقبح الخلال استملاك المستعار. وكانت النعم عواري من الله يمنحها من شاء من عباده، قدم الصلة دليلا على العارية فقال: منا رحمة أي: نعمة فضلا منا عليه لا بحوله ولا بقوته [من جهة لا يرجوها بما دلت عليه أداة الشك] ومكناه من التلذذ بها تمكين الذائق من المذوق ثم نـزعناها أي: بما لنا من العظمة وإن كره ذلك منه أخذا لحقنا إنه ليئوس أي: شديد اليأس من أن يعود له مثلها كفور أي: عظيم الستر لما سلفه له من الإكرام لأن شأنه ذلك وخلقه إلا من رحم ربك

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية