الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية

ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

صفحة جزء
فصل

قال الرازي: (الفصل الثامن في القرب) قال سبحانه وتعالى: ونحن أقرب إليه من حبل الوريد [ق 16]. وقال صلى الله عليه وسلم حكاية عن الله: «من تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا، ومن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة».

وروى الأستاذ ابن فورك رحمه الله في كتاب [ ص: 165 ] المتشابهات، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «يدنو المؤمن من ربه يوم القيامة حتى يضع الجبار كنفه عليه، فيقر بذنوبه، فيقول: أعرف. ثلاث مرات، فيقول تعالى: إني سترتها عليك في الدنيا، وأنا أغفرها لك اليوم، فيعطى صحيفة حسناته، وأما الكفار والمنافقون فينادى بهم على رؤوس الأشهاد: هؤلاء الذين كذبوا على ربهم [هود: 18].

قال: واعلم أن المراد من قربه ودنوه قرب رحمته [ ص: 166 ] ودنوها من العبد، وأما قوله: فيضع الجبار كنفه عليه فهو أيضا مستفاد من قرب الرحمة، يقال: أنا في كنف فلان، أي: في إنعامه، وأما ما رواه بعضهم: (فيضع الجبار كتفه) فاتفقوا على أنه تصحيف، والرواة ضبطوها بالنون، ثم إن صحت الرواية فهي محمولة على التقريب بالرحمة والغفران، والله أعلم.

التالي السابق


الخدمات العلمية