الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 445 ] القول في تأويل قوله ( يبين الله لكم أن تضلوا )

قال أبو جعفر : يعني بذلك جل ثناؤه : يبين الله لكم قسمة مواريثكم ، وحكم الكلالة ، وكيف فرائضهم"أن تضلوا" ، بمعنى : لئلا تضلوا في أمر المواريث وقسمتها ، أي : لئلا تجوروا عن الحق في ذلك وتخطئوا الحكم فيه ، فتضلوا عن قصد السبيل ، كما : -

10891 - حدثنا القاسم قال : حدثنا الحسين قال : حدثني حجاج ، عن ابن جريج قوله : " يبين الله لكم أن تضلوا " ، قال : في شأن المواريث .

10892 - حدثنا ابن وكيع قال : حدثنا محمد بن حميد المعمري وحدثنا الحسن بن يحيى قال : أخبرنا عبد الرزاق قالا جميعا ، أخبرنا معمر ، عن أيوب ، عن ابن سيرين قال : كان عمر إذا قرأ : " يبين الله لكم أن تضلوا " قال : اللهم من بينت له الكلالة ، فلم تبين لي .

قال أبو جعفر : وموضع "أن" في قوله : "يبين الله لكم أن تضلوا" ، نصب ، في قول بعض أهل العربية ، لاتصالها بالفعل .

وفي قول بعضهم : خفض ، بمعنى : يبين الله لكم بأن لا تضلوا ، ولئلا تضلوا وأسقطت"لا" من اللفظ وهي مطلوبة في المعنى ، لدلالة الكلام عليها . والعرب تفعل ذلك ، تقول : "جئتك أن تلومني" ، بمعنى : جئتك أن لا تلومني ، كما قال القطامي في صفة ناقة : [ ص: 446 ]


رأينا ما يرى البصراء فيها فآلينا عليها أن تباعا



بمعنى : أن لا تباع .

التالي السابق


الخدمات العلمية