الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              2274 [ ص: 525 ] باب تقديم الظعن من مزدلفة

                                                                                                                              وهو في النووي في: (باب استحباب تقديم دفع الضعفة: من النساء إلخ) .

                                                                                                                              حديث الباب

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم النووي ص 39 - 40 ج 9 المطبعة المصرية

                                                                                                                              [عن ابن جريج. حدثني عبد الله (مولى أسماء) قال قالت لي أسماء (وهي عند دار المزدلفة) هل غاب القمر؟ قلت: لا. فصلت ساعة، ثم قالت: يا بني! هل غاب القمر؟ قلت: نعم. قالت: ارحل بي. فارتحلنا حتى رمت الجمرة. ثم صلت في منزلها. فقلت لها: أي: هنتاه! لقد غلسنا. قالت: كلا. أي: بني! إن النبي صلى الله عليه وسلم أذن للظعن

                                                                                                                              وحدثنيه علي بن خشرم أخبرنا عيسى بن يونس عن ابن جريج بهذا الإسناد وفي روايته. قالت: لا. أي بني إن نبي الله صلى الله عليه وسلم أذن لظعنه ]

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن عبد الله " مولى أسماء ") قال: قالت لي أسماء (وهي عند دار المزدلفة) : هل غاب القمر ؟ قلت: لا. فصلت ساعة. ثم قالت: [ ص: 526 ] يا بني ! هل غاب القمر ؟ قلت: نعم. قالت: ارحل بي. فارتحلنا حتى رمت الجمرة. ثم صلت في منزلها. فقلت لها: أي هنتاه !) هذا اللفظ ، كناية عن شيء لا يذكره باسمه ، وهو معنى: يا هذه ! وهو بفتح الهاء وبعدها نون ساكنة ومفتوحة ، وإسكانها أشهر. ثم تاء من فوق.

                                                                                                                              قال ابن الأثير: وتسكن الهاء التي في آخرها وتضم.

                                                                                                                              وفي التثنية: يا هنتان. وفي الجمع: يا هنات. وهنوات. وفي المذكر:

                                                                                                                              هن. وهنان. وهنون.

                                                                                                                              (لقد غلسنا) بالجزم.

                                                                                                                              وفي رواية الموطإ (لقد جئنا بغلس) .

                                                                                                                              وفي رواية أبي داود: (إنا رمينا الجمرة بليل) .

                                                                                                                              (وغلسنا) أي: لقد تقدمنا على الوقت المشروع.

                                                                                                                              (قالت كلا. أي بني ! إن النبي صلى الله عليه وسلم أذن للظعن) . بضم الظاء والعين ; وبإسكان العين أيضا. وهن النساء. الواحدة: (ظعينة) كسفينة وسفن.

                                                                                                                              وأصل (الظعينة) : الهودج ، الذي تكون فيه المرأة على البعير.

                                                                                                                              فسميت المرأة به مجازا. واشتهر هذا المجاز حتى غلب ، وخفيت الحقيقة.

                                                                                                                              [ ص: 527 ] وظعينة الرجل: امرأته.

                                                                                                                              وفي هذا الحديث: دليل على أنه يجوز للنساء الرمي لجمرة العقبة ، في النصف الأخير من الليل. وفيه خلاف.

                                                                                                                              واستدل به: على إسقاط المرور بالمشعر الحرام عن الظعينة. ولا دلالة فيه على ذلك. لأن غاية ما فيه: السكوت عن المرور بالمشعر. وقد ثبت في البخاري وغيره (عن ابن عمر) : ما سيأتي: في وقوف الضعفة عند المشعر.




                                                                                                                              الخدمات العلمية