الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى ولهم فيها من كل الثمرات ومغفرة من ربهم كمن هو خالد في النار وسقوا ماء حميما فقطع أمعاءهم

                                                                                                                                                                                                                                        أي: مثل الجنة التي أعدها الله لعباده، الذين اتقوا سخطه، واتبعوا رضوانه، أي: نعتها وصفتها الجميلة.

                                                                                                                                                                                                                                        فيها أنهار من ماء غير آسن أي: غير متغير، لا بوخم ولا بريح منتنة، ولا بمرارة، ولا بكدورة، بل هو أعذب المياه وأصفاها، وأطيبها ريحا، وألذها شربا.

                                                                                                                                                                                                                                        وأنهار من لبن لم يتغير طعمه بحموضة ولا غيرها، وأنهار من خمر لذة للشاربين أي: يلتذ به شاربه لذة عظيمة، [ ص: 1657 ] لا كخمر الدنيا الذي يكره مذاقه ويصدع الرأس، ويغول العقل.

                                                                                                                                                                                                                                        وأنهار من عسل مصفى من شمعه، وسائر أوساخه.

                                                                                                                                                                                                                                        ولهم فيها من كل الثمرات من نخيل، وعنب، وتفاح، ورمان، وأترج، وتين، وغير ذلك مما لا نظير له في الدنيا، فهذا المحبوب المطلوب قد حصل لهم.

                                                                                                                                                                                                                                        ثم قال: ومغفرة من ربهم يزول بها عنهم المرهوب، فأي هؤلاء خير أم من هو خالد في النار التي اشتد حرها، وتضاعف عذابها، وسقوا فيها ماء حميما أي: حارا جدا، فقطع أمعاءهم

                                                                                                                                                                                                                                        فسبحان من فاوت بين الدارين والجزاءين، والعاملين والعملين.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية