الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          وإن شعيبا نبي الله تعالى رفيق بقومه، ينذرهم، ثم يفتح باب التوبة ليدنوا منه، ولا يجافوه، فيقول: [ ص: 3743 ]

                                                          واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه إن ربي رحيم ودود

                                                          يطلب إليهم أن يستغفروا ربهم، بأن يطلبوا مغفرته عما ارتكبوا ويرتكبون من شرك وسوء في المعاملات، وعسى الله أن يغفر لهم، ثم يتوبوا إليه، أي: يرجعوا إليه بعد أن بعدوا، وكانت التوبة بعيدة عن الاستغفار، وكذا عطف بـ (ثم) للدلالة على عظم ما ارتكبوا، وقبح ما فعلوا، ولكن الله تعالى يغفر، وقد كلل قبوله التوبة، ومغفرته بقوله تعالى: إن ربي رحيم ودود أي: إنه بسبب رحمته بخلقه، وقربه منهم بالمودة يغفر لهم، ويقبل توبتهم، فبين شعيب الرفيق باب الرجوع إليه، ويعرفهم أنه قريب من عباده، قيل أن ينزل بهم عقاب يوم شديد.

                                                          * * *

                                                          لم تنفع العظات، ولم يبق إلا العقاب

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية