الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : ولو يؤاخذ الله الناس الآية .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 65 ] أخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله : ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة . قال : ما سقاهم المطر .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في الآية يقول : إذا قحط المطر، فلم يبق في الأرض دابة إلا ماتت .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد الرزاق ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر عن قتادة في قوله : ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة . قال : قد فعل الله ذلك في زمان نوح؛ أهلك الله ما على ظهر الأرض من دابة إلا ما حملت سفينة نوح .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد في " الزهد " عن ابن مسعود قال : ذنوب ابن آدم قتلت الجعل في جحره . ثم قال : إي والله، زمن غرق قوم نوح عليه السلام .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والبيهقي في " الشعب "، عن ابن مسعود قال : كاد الجعل أن يعذب [ ص: 66 ] في جحره بذنب ابن آدم . ثم قرأ ( ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة ) .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن أبي الدنيا في كتاب" العقوبات " عن أنس بن مالك قال : كاد الضب أن يموت في جحره هزلا من ظلم ابن آدم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن أبي الدنيا، وابن جرير ، والبيهقي في " شعب الإيمان"، عن أبي هريرة ، أنه سمع رجلا يقول : إن الظالم لا يضر إلا نفسه . فقال أبو هريرة : بلى والله، إن الحبارى لتموت هزلا في وكرها من ظلم الظالم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه ، وابن حبان، والدارقطني في " الأفراد "، وأبو نعيم في " الحلية "، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لو أن الله يؤاخذني وعيسى ابن مريم بذنوبنا " وفي لفظ : " بما جنت هاتان " . الإبهام والتي تليها – " لعذبنا ما يظلمنا شيئا " .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية