الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله: ويدع الإنسان بالشر دعاءه بالخير ؛ المعنى أن الإنسان ربما دعا على نفسه وولده وأهله بالشر غضبا؛ كما يدعو لنفسه بالخير؛ وهذا لم يعر منه بشر.

                                                                                                                                                                                                                                        ويروى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رفع إلى سودة بنت زمعة أسيرا؛ فأقبل يئن بالليل؛ فقالت له: "ما بالك تئن؟"؛ فشكا ألم القيد والأسر؛ فأرخت من كتافه؛ فلما نامت أخرج يده وهرب؛ فلما أصبح النبي - صلى الله عليه وسلم - دعا به فأعلم شأنه؛ فقال: "اللهم اقطع يديها"؛ فرفعت سودة يديها تتوقع الاستجابة؛ وأن يقطع الله يديها؛ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "وإني سألت الله أن يجعل دعائي ولعنتي على من لا يستحق من أهلي رحمة؛ فقولوا لها: إني بشر أغضب كما يغضب البشر؛ لتردد سودة يديها" .

                                                                                                                                                                                                                                        فأعلم الله - عز وجل - أن الإنسان خلق عجولا ؛ فهذا خلق عليه جملة البشر من آدم إلى آخر ولده؛ والإنسان ههنا في معنى "الناس".

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية