الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ ص: 3746 ] موجز قصة موسى وفرعون

                                                          قال تعالى:

                                                          ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين إلى فرعون وملئه فاتبعوا أمر فرعون وما أمر فرعون برشيد يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار وبئس الورد المورود وأتبعوا في هذه لعنة ويوم القيامة بئس الرفد المرفود

                                                          * * *

                                                          قلنا إن قصص القرآن لا مكرر فيه، وإن كان يبدو ظاهر الأمر أن فيه تكرارا; لأن الذكر يكون على قدر العبرة.

                                                          وهنا في هذا الموضع يذكر أحوال الأمم الذين يبعث النبيون إليهم، ولذا ذكر قوم فرعون، وما حل بهم من اتباعهم فرعون، ولم يفصل الآيات المتوالية التي كانت تجري على يدي موسى آية بعد آية، وهم لم يرتدعوا حتى أهلكهم الله تعالى بالغرق كما ذكر سبحانه ذلك في سورة الأعراف، وكما ذكر حال فرعون وقد أصابه الغرق، وآمن في آخر رمق في حياته إيمانا لا يقبله الله تعالى.

                                                          قال تعالى:

                                                          ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين وأكد الله تعالى إرسال موسى وأكد إرساله بالآيات البينات بحجة ظاهرة قاهرة، وسماها سلطانا مبينا، أي: بينا، وتسمية الحجة سلطانا; لأنها تجعل لصاحبها سلطانا غالبا من الاحتجاج.

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية