الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
" فرض الهجرة "

وبهذا الإسناد : قال الشافعي (رحمه الله ) : " ولما فرض الله (عز وجل ) الجهاد ، على رسوله (صلى الله عليه وسلم ) : جهاد المشركين ؛ بعد إذ كان أباحه ؛ وأثخن رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) في أهل مكة ورأوا كثرة من دخل في دين الله عز وجل - : اشتدوا على من أسلم [ ص: 16 ] منهم ؛ ففتنوهم عن دينهم ، أو : من فتنوا منهم ".

فعذر الله (عز وجل ) من لم يقدر على الهجرة - : من المفتونين . - فقال : ( إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ) ؛ وبعث إليهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) : أن الله (عز وجل ) جعل لكم مخرجا ".

" وفرض على من قدر على الهجرة ، الخروج : إذا كان ممن يفتتن عن دينه ، ولا يمنع . فقال في رجل منهم توفي - : تخلف عن الهجرة ، فلم يهاجر . - : ( الذين توفاهم الملائكة ظالمي [ ص: 17 ] أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض ) الآية. وأبان الله (عز وجل ) عذر المستضعفين ، فقال : ( إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم ) الآية . قال : ويقال : (عسى ) من الله : واجبة ".

" ودلت سنة رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) : على أن فرض الهجرة - : على من أطاقها ، - إنما هو : على من فتن عن دينه ، بالبلدة التي يسلم بها ".

" لأن رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) أذن لقوم بمكة : أن يقيموا بها ، بعد إسلامهم - منهم : العباس بن عبد المطلب ، وغيره . - : [ ص: 18 ] إذ لم يخافوا الفتنة . وكان يأمر جيوشه : أن يقولوا لمن أسلم : إن هاجرتم : فلكم ما للمهاجرين ؛ وإن أقمتم : فأنتم كأعراب المسلمين . وليس يخيرهم ، إلا فيما يحل لهم ". .

التالي السابق


الخدمات العلمية