الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : " ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم " أي : بشركهم ومعاصيهم ، كلما وجد شيء منهم أوخذوا به " ما ترك على ظهرها " يعني : الأرض ، وهذه كناية عن غير مذكور ، غير أنه مفهوم ، لأن الدواب إنما هي على الأرض .

                                                                                                                                                                                                                                      وفي قوله " من دابة " ثلاثة أقوال :

                                                                                                                                                                                                                                      أحدها : أنه عنى جميع ما يدب على وجه الأرض ، قاله ابن مسعود . قال قتادة : وقد فعل ذلك في زمن نوح عليه السلام ، وقال السدي : المعنى لأقحط المطر فلم تبق دابة إلا هلكت ، وإلى نحوه ذهب مقاتل .

                                                                                                                                                                                                                                      والثاني : أنه أراد من الناس خاصة ، قاله ابن جريج .

                                                                                                                                                                                                                                      والثالث : من الإنس والجن ، قاله ابن السائب ، وهو اختيار الزجاج .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 460 ] قوله تعالى : " ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى " وهو منتهى آجالهم ، وباقي الآية قد تقدم [الأعراف :34] .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية