الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                      صفحة جزء
                                                      الخامس - القلب ويتعلق به مباحث : الأول - في حقيقته : وقد اختلف في تعريفه . فقال الآمدي : هو أن يبين القالب أن ما ذكره المستدل يدل عليه ، لا له . أو يدل عليه وله .

                                                      ( قال ) : والأول قلما يتفق في الأقيسة ، ومثله في المنصوص باستدلال الحنفي في توريث الخال بقوله [ ص: 363 ] { صلى الله عليه وسلم : الخال وارث من لا وارث له } فأثبت إرثه عند عدم الوارث . فيقول المعترض : هذا يدل عليك لا لك ، لأن معناه نفي توريث الخال بطريق المبالغة ، أي : الخال لا يرث . كما يقال : الجوع زاد من لا زاد له ، والصبر حيلة من لا حيلة له . أي ليس الجوع [ زادا ] ، ولا الصبر حيلة . والذي يدل على المستدل ، وله : محل التقسيم . وقال الإمام الرازي : هو إن تعلق على العلة المذكورة في قياس يقتضي الحكم المذكور فيه ويرد إلى ذلك الأصل بعينه . وإنما اشترطنا اتحاد الأصل لأنه لو رد إلى أصل آخر لكان حكم ذلك الأصل الآخر إما حاصلا في الأصل الأول فمرده إليه ، أو غير حاصل بأصل القياس الأول نقض على تلك العلة .

                                                      قال الهندي : وهو غير جامع لخروج ما يكون من القلب في غير القياس . ومعلوم أن القلب لا يختص بالقياس قال : والتحقيق أنه دعوى لأن ما ذكره المستدل عليه لا له ، في تلك المسألة على ذلك الوجه .

                                                      التالي السابق


                                                      الخدمات العلمية