الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (73) قوله تعالى : تالله : التاء حرف قسم ، وهي عند الجمهور بدل من واو القسم ، ولذلك لا تدخل إلا على الجلالة المقدسة أو الرب مضافا للكعبة أو الرحمن في قول ضعيف . ولو قلت : تالرحيم لم يجز . وهي فرع الفرع . هذا مذهب الجمهور ، وزعم السهيلي أنها أصل [ ص: 528 ] بنفسها ويلازمها التعجب غالبا كقوله تعالى : تالله تفتأ .

                                                                                                                                                                                                                                      وقال ابن عطية : " والتاء في " تالله " بدل من واو ، كما أبدلت في " تراث " وفي " التوراة " وفي " التخمة " ، ولا تدخل التاء في القسم ، إلا في المكتوبة من أسماء الله تعالى وغيره ذلك ، لا تقول : تالرحمن ، وتالرحيم " . وقد عرفت أن السهيلي خالف في كونها بدلا من واو . وأما قوله : " وفي التوراة " يريد عند البصريين . وزعم بعضهم أن التاء فيها زائدة . وأما قوله : " إلا في المكتوبة " هذا هو المشهور . وقد تقدم دخولها على غير ذلك .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : وما كنا سارقين يحتمل أن يكون جوابا للقسم ، فيكونون قد أقسموا على شيئين : نفي الفساد ونفي السرقة .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : ما جئنا يجوز أن يكون معلقا للعلم ، ويجوز أن يضمن العلم نفسه معنى القسم فيجاب بما يجاب القسم . وقيل : هذان الوجهان في قول الشاعر :


                                                                                                                                                                                                                                      2811 - ولقد علمت لتأتين منيتي إن المنايا لا تطيش سهامها

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية