الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ثم دخلت سنة خمس وعشرين ومائتين

فمن الحوادث فيها:

أن المعتصم أجلس أشناس على كرسي وخلع عليه وتوجه ووشحه في شهر ربيع الأول .

[خلع المعتصم على محمد بن عبد الملك الزيات واستوزره]

وفيها: خلع المعتصم على محمد بن عبد الملك الزيات ووسمه بالوزارة ، ورفع من قدره .

[غضب المعتصم على جعفر بن دينار]

وفيها: غضب المعتصم على جعفر بن دينار من أجل وثوبه على من كان معه من الشاكرية ، وحبسه عند أشناس خمسين يوما ، وعزله عن اليمن وولاها إيتاخ ، ثم رضي عن جعفر [ثم عزل الأفشين عن الحرس ، ووليه إسحاق بن يحيى] .

[غضب المعتصم على الأفشين]

وفيها: غضب المعتصم على الأفشين ، فحبسه لأنه رفع عنه أنه يريد قتل المعتصم .

وذكر الصولي أن أحمد بن أبي دؤاد قال للمعتصم: إن الأفشين قد كاتب المازيار ، وكان خارجيا ، فقال المعتصم: فكيف أعلم حقيقة ذلك؟ قال: تبعث إلى [ ص: 99 ] كاتبه في الليل فتهدده ، فإنه ضعيف القلب ، وسيقر لك ، ففعل وأعطاه أمانا ، فأقر له .

قال له: فمن كتب الكتاب؟ قال: أنا . قال: فما فيه؟ قال: كتب إليه: لم يكن في العصر غير بابك وغيرك وغيري ، فمشى بابك وقد جاءك جيش ، فإن هزمته كفيتك أنا الحضرة ، وخلص لنا الدين الأبيض ، قال: فانصرف ولا تعلم أحدا بما جرى ، فإن علم الأفشين بمجيئك إلي فقل: سألني عن خدمك ومئونتك وعيالك .

قال أحمد بن أبي دؤاد: فدخلت على المعتصم وهو يبكي ، فأنكرت ذلك ، فقال: يا أبا عبد الله ، رجل أنفقت عليه ألف دينار ، ووهبت له مثلها ، يريد قتلي ، وقد تصدقت بعشرة آلاف ألف درهم ، فخذها فأنفدها ، وكان الكرخ قد احترقت ، حتى كان الرجل إذا قام من ضيعة الكرخ رأى أرقال السفن .

فقال أحمد بن أبي دؤاد: إن رأى أمير المؤمنين أن يجعل النصف من هذا المال لأهل الحرمين والنصف [الآخر] لأهل الكرخ . قال: أفعل . وكتب المعتصم إلى عبد الله بن طاهر أن يقبض على الحسن بن الأفشين وامرأته أترجة بنت أشناس في يوم حده له ، وقبض هو على الأفشين فيه وحبسه .

وفي مستهل جمادى الأولى: كانت رجفة بالأهواز عظيمة ، تصدعت منها الجبال وخصوصا الجبل المطل على الأهواز ، ودامت أربعة أيام بلياليها ، وهرب أهل البلدة إلى البر وإلى السفن ، وسقطت فيها دور كثيرة ، وسقط نصف الجامع ، ومكثت ستة عشر يوما .

[إحراق الكرخ]

وفيها: أحرقت الكرخ فأسرعت النار في الأسواق ، فوهب المعتصم للتجار وأصحاب العقار خمسة آلاف ألف درهم جرت على يد ابن أبي دؤاد ، وقدم بها إلى بغداد ، ففرقها .

[إحراق المعتصم غناما المرتد]

وفيها : أحرق المعتصم غناما المرتد . [ ص: 100 ]

وفيها: أسر مازيار فضرب خمسمائة سوط ، فمات من يومه ، وكان خلع بطبرستان - وصلب إلى جانب بابك بسامراء .

وحج بالناس في هذه السنة محمد بن داود .

التالي السابق


الخدمات العلمية