الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 800 ] ثم دخلت سنة أربع وثلاثمائة

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      في هذه السنة عزل المقتدر بالله وزيره أبا الحسن علي بن عيسى بن الجراح وذلك لأنه وقعت بينه وبين أم موسى القهرمانة نفرة شديدة فسأل الوزير أن يعفى من الوزارة فعزل ولم يتعرض لشيء من أملاكه .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وطلب أبو الحسن علي بن محمد بن الفرات فأعيد إلى الوزارة بعد عزله عنها خمس سنين وخلع عليه الخليفة يوم التروية سبع خلع وأطلق إليه ثلاثمائة ألف درهم وعشرة تخوت ثياب ومن الخيل والبغال والجمال شيئا كثيرا وأقطع الدار التي بالمخرم فسكنها فعمل فيها ضيافة تلك الليلة ، فسقى فيها أربعين ألف رطل من الثلج .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وفي الصيف من هذه السنة اشتهر ببغداد أن حيوانا عجيبا يقال له الزبزب يطوف بالليل يأكل الأطفال من الأسرة ويعدو على النائم فربما قطع يد الرجل وثدي المرأة وهو نائم فجعل الناس يضربون على أسطحتهم بالنحاس من الهواوين والطسوت وغير ذلك ينفرونه عنهم حتى كانت بغداد [ ص: 801 ] ترتج من شرقها وغربها واصطنع الناس لأولادهم مكبات من السعف وغير ذلك واغتنمت اللصوص هذه الشوشة فكثر النقوب وأخذ الأموال فأمر الخليفة بأن يؤخذ حيوان من كلاب الماء فيصلب على الجسر ليسكن الناس عن ذلك ففعل فسكن الناس ورجعوا إلى أنفسهم واستراح الناس من ذلك .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وقلد ثابت بن سنان الطبيب المؤرخ أمر المارستانات ببغداد في هذه السنة وكانت خمسة .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      ورد كتاب من خراسان بأنهم وجدوا قبور شهداء قتلوا في سنة سبعين من الهجرة مكتوبة أسماؤهم في رقاع مربوطة بآذانهم وأجسادهم طرية كما هي .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية