الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
" فصل في أصل فرض الجهاد "

قال الشافعي (رحمه الله ) : " ولما مضت لرسول الله (صلى الله عليه وسلم ) مدة : من هجرته ؛ أنعم الله فيها على جماعات ، باتباعه - : حدثت لهم بها ، مع عون الله (عز وجل ) ، قوة : بالعدد ؛ لم يكن قبلها ".

" ففرض الله (عز وجل ) عليهم ، الجهاد - بعد إذ كان : إباحة ؛ [ ص: 19 ] لا : فرضا . - فقال تبارك وتعالى : ( كتب عليكم القتال ) الآية ؛ وقال جل ثناؤه : ( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة ) الآية؛ وقال تبارك وتعالى : ( وقاتلوا في سبيل الله واعلموا أن الله سميع عليم ) ؛ وقال : ( وجاهدوا في الله حق جهاده ) ؛ وقال تعالى : ( فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق ) ؛ وقال تعالى : ( ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض ) ؛ إلى : ( ويستبدل قوما غيركم ) الآية؛ وقال تعالى : ( انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ) الآية ".

" ثم ذكر قوما : تخلفوا عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) - : ممن كان يظهر الإسلام . - فقال : ( لو كان عرضا قريبا وسفرا قاصدا لاتبعوك ) الآية. فأبان في هذه الآية : أن عليهم الجهاد فيما [ ص: 20 ] قرب وبعد ؛ مع إبانته ذلك في [غير ] مكان : في قوله : ( ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله ) ؛ إلى : ( أحسن ما كانوا يعملون ) ".

" قال الشافعي (رحمه الله ) : سنبين من ذلك ، ما حضرنا : على وجهه ؛ إن شاء الله عز وجل ".

" وقال جل ثناؤه : ( فرح المخلفون بمقعدهم خلاف رسول الله ) ؛ إلى : ( لو كانوا يفقهون ) ؛ وقال : ( إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص ) ؛ وقال : ( وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله ) . مع ما ذكر به فرض الجهاد ، وأوجب على المتخلف عنه ". .

[ ص: 21 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية