الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                وما جعلناهم جسدا لا يأكلون الطعام وما كانوا خالدين

                                                                                                                                                                                                لا يأكلون الطعام : صفة لجسدا ، والمعنى : وما جعلنا الأنبياء -عليهم السلام- قبله ذوي جسد غير طاعمين ، ووحد الجسد لإرادة الجنس ، كأنه قال : ذوي ضرب من الأجساد وهذا رد لقولهم : مال هذا الرسول يأكل الطعام [الفرقان : 7 ] .

                                                                                                                                                                                                فإن قلت : نعم قد رد إنكارهم أن يكون الرسول بشرا يأكل ويشرب بما ذكرت ، فماذا رد من قولهم بقوله : وما كانوا خالدين ؟

                                                                                                                                                                                                قلت : يحتمل أن يقولوا : إنه بشر مثلنا يعيش كما نعيش ، ويموت كما نموت ، أو يقولوا : هلا كان ملكا لا يطعم ويخلد : إما معتقدين أن الملائكة لا يموتون ، أو مسمين حياتهم المتطاولة وبقاءهم الممتد خلودا .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية