الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              الآية الموفية عشرين قوله تعالى : { وتولى عنهم وقال يا أسفا على يوسف وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم } .

                                                                                                                                                                                                              فيها ثلاث مسائل :

                                                                                                                                                                                                              المسألة الأولى : حدث مالك عن حزن يعقوب أنه حزن سبعين ثكلى . قيل : فما أعطي ؟ قال : أجر سبعين شهيدا . قال مالك : قال يوسف لما حضرته الوفاة : ما انتقمت لنفسي من شيء أتى إلي ، فذلك زادي اليوم من الدنيا ، وإن عملي لاحق بعمل آبائي ، فألحقوا قبري بقبورهم . قال علماؤنا : يريد مالك بالكلام الثاني قول يوسف لإخوته : { لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين } أي : لا تبكيت ولا مؤاخذة لكم بما فعلتم ; لأن شفاء الغيظ والجزاء بالذنب في الدنيا من عمل الدنيا لا حظ له في الآخرة ، وذلك قول يوسف : ما انتقمت لنفسي من شيء أتى إلي ، فذلك زادي اليوم من الدنيا ، وإن عملي لاحق بعمل آبائي أي في الصفح والإحسان ، وهو فعل أهل النبوة صلى الله عليهم وسلم .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية