الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله: ولا تقف ما ليس لك به علم ؛ أي: "لا تقولن في شيء بما لا تعلم"؛ فإذا نهي النبي - صلى الله عليه وسلم - مع حكمته؛ وعلمه؛ وتوفيق الله إياه - أن يقول بما لا يعلم؛ فكيف سائر أمته؛ والمسرفين على أنفسهم؟! يقال: "قفوت الشيء؛ أقفوه؛ قفوا"؛ إذا اتبعت أثره؛ فالتأويل: "لا تتبعن لسانك من القول ما ليس لك به علم"؛ وكذلك من جميع العقل؛ إن السمع والبصر والفؤاد ؛ شواهد عليك؛ قال الله - عز وجل -: يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون ؛ فالجوارح شواهد على ابن آدم بعمله؛ ويقرأ: "ولا تقف ما ليس لك به علم" ؛ بإسكان الفاء؛ وضم القاف؛ من "قاف؛ يقوف"؛ وكأنه مقلوب من "قفا؛ يقفو"؛ لأن المعنى واحد.

                                                                                                                                                                                                                                        وقوله: كل أولئك كان عنه مسؤولا ؛ فقال: "مسؤولا"؛ وقال: "كان"؛ لأن "كل"؛ في لفظ الواحد; فقال: "أولئك"؛ لغير الناس؛ لأن كل جمع أشرت إليه من الناس وغيرهم؛ ومن الموات؛ فلفظه "أولئك"؛ قال جرير : [ ص: 240 ]

                                                                                                                                                                                                                                        ذم المنازل بعد منزلة اللوى والعيش بعد أولئك الأيام



                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية