الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (87) قوله تعالى : فتحسسوا : أي : استقصوا خبره [ ص: 549 ] بحواسكم ، ويكون في الخير والشر . وقيل : بالحاء في الخير ، وبالجيم في الشر ، ولذلك قال هنا " فتحسسوا " ، وفي الحجرات : ولا تجسسوا ، وليس كذلك ، فإنه قد قرئ بالجيم هنا . وتقدم الخلاف في قوله " ولا تيأسوا " . وقرأ الأعرج : " تيئسوا " .

                                                                                                                                                                                                                                      والعامة على " روح الله " بالفتح وهو رحمته وتنفيسه وقرأ الحسن وعمر بن عبد العزيز وقتادة بضم الراء . قال الزمخشري ، " أي : من رحمته التي يحيا بها العباد " . وقال ابن عطية : " وكأن معنى هذه القراءة : لا تيئسوا من حي معه روح الله الذي وهبه ، فإن من بقي روحه يرجى ، ومن هذا قول الشاعر :


                                                                                                                                                                                                                                      2822 - وفي غير من قد وارت الأرض فاطمع ... ... ... ...

                                                                                                                                                                                                                                      ومن هذا قول عبيد بن الأبرص :


                                                                                                                                                                                                                                      2823 - وكل ذي غيبة يؤوب     وغائب الموت لا يؤوب

                                                                                                                                                                                                                                      وقراءة أبي رحمه الله : من رحمة الله و " عند الله " " من فضل الله " تفسير لا تلاوة .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 550 ] وقال أبو البقاء : " الجمهور على فتح الراء ، وهو مصدر في معنى الرحمة ، إلا أن استعمال الفعل منه قليل ، وإنما يستعمل بالزيادة مثل أراح وروح ، ويقرأ بضم الراء وهي لغة فيه . وقيل : هو اسم مصدر مثل الشرب والشرب " .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية