الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                [ ص: 144 ] وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون

                                                                                                                                                                                                كانوا يقدرون أنه سيموت فيشمتون بموته ، فنفى الله -تعالى- عنه الشماتة بهذا ، أي : قضى الله أن لا يخلد في الدنيا بشرا ، فلا أنت ولا هم إلا عرضة للموت ، فإذا كان الأمر كذلك فإن مت أنت أيبقى هؤلاء ؟ وفي معناه قول القائل [من الوافر ] :


                                                                                                                                                                                                فقل للشامتين بنا : أفيقوا سيلقى الشامتون كما لقينا



                                                                                                                                                                                                أي : نختبركم بما يجب فيه الصبر من البلايا ، وبما يجب فيه الشكر من النعم ، وإلينا مرجعكم فنجازيكم على حسب ما يوجد منكم من الصبر أو الشكر ؛ وإنما سمى ذلك ابتلاء وهو عالم بما سيكون من أعمال العاملين قبل وجودهم ؛ لأنه في صورة الاختبار ، و "فتنة " : مصدر مؤكد لنبلوكم من غير لفظه .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية