الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                وإذا رآك الذين كفروا إن يتخذونك إلا هزوا أهذا الذي يذكر آلهتكم وهم بذكر الرحمن هم كافرون

                                                                                                                                                                                                الذكر يكون بخير وبخلافه ، فإذا دلت الحال على أحدهما ، أطلق ولم يقيد ؛ كقولك للرجل : سمعت فلانا يذكرك ، فإن كان الذاكر صديقا فهو ثناء ، وإن كان عدوا فذم ؛ [ ص: 145 ] ومنه قوله تعالى : سمعنا فتى يذكرهم [الأنبياء : 60 ] ، وقوله : أهذا الذي يذكر آلهتكم والمعنى : أنهم عاكفون على ذكر آلهتهم بهممهم وما يجب أن لا تذكر به ، من كونهم شفعاء وشهداء ، ويسوءهم أن يذكرها ذاكر بخلاف ذلك ، وأما ذكر الله وما يجب أن يذكر به من الوحدانية ؛ فهم به كافرون ، لا يصدقون به أصلا فهم أحق بأن يتخذوا هزؤا منك ، فإنك محق وهم مبطلون ، وقيل : معنى : بذكر الرحمن قولهم : ما نعرف الرحمن إلا مسيلمة ، وقولهم : وما الرحمن أنسجد لما تأمرنا وقيل : بذكر الرحمن : بما أنزل عليك من القرآن ، والجملة في موضع الحال ، أي : يتخذونك هزؤا ، وهم على حال هي أصل الهزء والسخرية ، وهي الكفر بالله .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية