الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ أبض ]

                                                          أبض : ابن الأعرابي : الأبض الشد ، والأبض التخلية ، والأبض السكون ، والأبض الحركة ، وأنشد :


                                                          تشكو العروق الآبضات أبضا



                                                          ابن سيده : والأبض بالضم الدهر ، قال رؤبة :


                                                          في حقبة عشنا بذاك أبضا     خدن اللواتي يقتضبن النعضا



                                                          وجمعه آباض . قال أبو منصور : والأبض الشد بالإباض ، وهو عقال ينشب في رسغ البعير ، وهو قائم فيرفع يده فتثنى بالعقال إلى عضده وتشد . وأبضت البعير آبضه وآبضه أبضا : وهو أن تشد رسغ يده إلى عضده حتى ترتفع يده عن الأرض ، وذلك الحبل هو الإباض بالكسر ، وأنشد ابن بري للفقعسي :


                                                          أكلف لم يثن يديه آبض



                                                          وأبض البعير يأبضه ويأبضه : شد رسغ يديه إلى ذراعيه لئلا يحرد . وأخذ يأبضه : جعل يديه من تحت ركبتيه من خلفه ثم احتمله . والمأبض : كل ما يثبت عليه فخذك ، وقيل : المأبضان ما تحت الفخذين في مثاني أسافلهما ، وقيل : المأبضان باطنا الركبتين والمرفقين . التهذيب : ومأبضا الساقين ما بطن من الركبتين وهما في يدي البعير باطنا المرفقين . الجوهري : المأبض باطن الركبة من كل شيء ، والجمع مآبض ، وأنشد ابن بري لهميان بن قحافة :


                                                          أو ملتقى فائله ومأبضه



                                                          وقيل في تفسير البيت : الفائلان عرقان في الفخذين ، والمأبض باطن الفخذين إلى البطن . وفي الحديث : " أن النبي صلى الله عليه وسلم بال قائما لعلة بمأبضيه " المأبض : باطن الركبة هاهنا ، وأصله من الإباض ، وهو الحبل الذي يشد به رسغ البعير إلى عضده . والمأبض مفعل منه ؛ أي : موضع الإباض ، والميم زائدة . تقول العرب : إن البول قائما يشفي من تلك العلة . والتأبض : انقباض النسا ، وهو عرق ، يقال : أبض نساه وأبض وتأبض تقبض وشد رجليه ، قال ساعدة بن جؤية يهجو امرأة :


                                                          إذا جلست في الدار يوما تأبضت     تأبض ذيب التلعة المتصوب



                                                          أراد أنها تجلس جلسة الذئب إذا أقعى ، وإذا تأبض على التلعة رأيته منكبا . قال أبو عبيدة : يستحب من الفرس تأبض رجليه وشنج نساه . قال : ويعرف شنج نساه بتأبض رجليه وتوتيرهما إذا مشى . والإباض : عرق في الرجل . يقال للفرس إذا توتر ذلك العرق منه : متأبض . وقال ابن شميل : فرس أبوض النسا كأنما يأبض رجليه من سرعة رفعهما عند وضعهما ، وقول لبيد :


                                                          كأن هجانها متأبضات     وفي الأقران أصورة الرغام



                                                          متأبضات : معقولات بالأبض ، وهي منصوبة على الحال . والمأبض : الرسغ وهو موصل الكف في الذراع ، وتصغير الإباض أبيض ، قال الشاعر :


                                                          أقول لصاحبي ، والليل داج :     أبيضك الأسيد لا يضيع



                                                          يقول : احفظ إباضك الأسود لا يضيع ، فصغره . ويقال : تأبض البعير فهو متأبض . وتأبضه غيره كما يقال زاد الشيء وزدته . ويقال للغراب مؤتبض النسا لأنه يحجل كأنه مأبوض ، قال الشاعر :


                                                          وظل غراب البين مؤتبض النسا     له في ديار الجارتين نعيق



                                                          وإباض : اسم رجل . والإباضية : قوم من الحرورية لهم هوى ينسبون إليه ، وقيل : الإباضية فرقة من الخوارج أصحاب عبد الله بن إباض [ ص: 36 ] التميمي . وأبضة : ماء لطيء وبني ملقط كثير النخل ، قال مساور بن هند :


                                                          وجلبته من أهل أبضة طائعا     حتى تحكم فيه أهل أراب



                                                          وأباض : عرض باليمامة كثير النخل والزرع ، حكاه أبو حنيفة ، وأنشد :


                                                          ألا يا جارتا بأباض إني     رأيت الريح خيرا منك جارا
                                                          تعرينا إذا هبت علينا     وتملأ عين ناظركم غبارا



                                                          وقد قيل : به قتل زيد بن الخطاب .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية