الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (100) وقوله تعالى : ورفع أبويه : من باب التغليب ، يريد [ ص: 558 ] أباه وأمه أو خالته . و " سجدا " حال . قال أبو البقاء : " حال مقدرة ؛ لأن السجود يكون بعد الخرور " وفيه نظر لأنه متصل به غير متراخ عنه .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : من قبل يجوز أن يتعلق بـ " رؤياي " ، أي : تأويل رؤياي في ذلك الوقت . ويجوز أن يكون العامل فيه " تأويل " لأن التأويل كان من حين وقوعها هكذا ، والآن ظهر له ، ويجوز أن يكون حالا من " رؤياي " قاله أبو البقاء ، وقد تقدم أن المقطوع عن الإضافة لا يقع حالا .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : قد جعلها ربي حال من " رؤياي " ويجوز أن تكون مستأنفة . وفي " حقا " وجوه أحدها : أنه حال . والثاني : أنه مفعول ثان . والثالث : أنه مصدر مؤكد للفعل من حيث المعنى ، أي : حققها ربي حقا بجعله .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : أحسن بي " أحسن " أصله أن يتعدى بـ " إلى " . قال : وأحسن كما أحسن الله إليك فقيل : ضمن معنى لطف فتعدى بالباء كقوله : " وبالوالدين إحسانا " وقول كثير عزة :


                                                                                                                                                                                                                                      2834 - أسيئي بنا أو أحسني لا ملومة لدينا ولا مقلية إن تقلت

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل : بل يتعدى بها أيضا . وقيل : هي بمعنى " إلى " . وقيل : المفعول محذوف : " أحسن صنعه بي " ، فـ " بي " يتعلق بذلك المحذوف ، وهو تقدير أبي البقاء . وفيه نظر ؛ من حيث حذف المصدر وإبقاء معموله ، وهو ممنوع عند البصريين . و " إذ " منصوب بـ " أحسن " أو المصدر المحذوف قاله [ ص: 559 ] أبو البقاء ، وفيه النظر المتقدم .

                                                                                                                                                                                                                                      والبدو : ضد الحضارة وهو من الظهور ، بدا يبدو : إذا سكن البادية ، " إذا بدونا جفونا " يروى عن عمر ، أي : تخلقنا بأخلاق البدويين .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : لطيف لما يشاء لطف أصله أن يتعدى بالباء ، وإنما تعدى باللام لتضمنه معنى مدبر ، أي : أنت مدبر بلطفك لما تشاء .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية