الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله: وإذ قلنا لك إن ربك أحاط بالناس ؛ جاء في التفسير: "أحاط بهم": أي: كلهم في قبضته؛ وعن الحسن : "أحاط بالناس": أي: حال بينهم وبين أن يقتلوك؛ أو يغلبوك؛ كما قال - عز وجل -: والله يعصمك من الناس

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 248 ] وقوله: وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس ؛ جاء في التفسير أنها رؤيا بيت المقدس ؛ حين أسري به؛ وذلك أنه ارتد بعضهم حين أعلمهم قصة الإسراء به؛ وازداد المؤمنون المخلصون إيمانا؛ وجاء في التفسير أنه - صلى الله عليه وسلم - رأى في منامه قوما يرقون المنابر؛ فساءه ذلك؛ فأعلم - صلى الله عليه وسلم - أنه عطاء في الدنيا .

                                                                                                                                                                                                                                        والشجرة الملعونة في القرآن ؛ قيل في التفسير: "الملعون أكلها"؛ وهي شجرة الزقوم التي ذكرها الله في القرآن؛ فقال: إن شجرت الزقوم طعام الأثيم ؛ وقال: فإنهم لآكلون منها فمالئون منها البطون ؛ وقال: إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم ؛ فافتتن بها المشركون؛ فقال أبو جهل : ما نعرف الزقوم إلا أكل التمر بالزبد؛ فتزقموا.

                                                                                                                                                                                                                                        وقال بعض المشركين: النار تأكل الشجر؛ فكيف ينبت فيها الشجر؟! فلذلك قال - جل ثناؤه - وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن ؛ فإن قال قائل: ليس في القرآن ذكر لعنها؛ فالجواب في ذلك: لعن الكفار وهم آكلوها؛ وجواب آخر أيضا؛ أن العرب تقول لكل طعام مكروه وضار: "ملعون".

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية