الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
باب ما تكره فيه المناظرة والجدال والمراء

قال أبو عمر : " الآثار كلها في هذا الباب المروية عن النبي صلى الله عليه وسلم إنما وردت في النهي عن الجدال والمراء في القرآن .

1768 - وروى سعيد بن المسيب ، وأبو سلمة ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " المراء في القرآن كفر " ولا يصح فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم غير هذا بوجه من الوجوه ، والمعنى إنما يتمارى اثنان في آية يجحدها أحدهما ويدفعها ويصير فيها إلى الشك ، فذلك هو المراء الذي هو الكفر ، وأما التنازع في أحكام القرآن ومعانيه فقد تنازع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في كثير من ذلك وهذا يبين لك أن المراء الذي هو الكفر ، هو الجحود والشك ، كما قال عز وجل : ( ولا يزال الذين كفروا في مرية منه ) والمراء والملاحاة غير جائز شيء منهما ، وهما مذمومان بكل لسان ونهى السلف رضي الله عنهم [ ص: 929 ] عن الجدال في الله جل ثناؤه وفي صفاته وأسمائه ، وأما الفقه فأجمعوا على الجدال فيه والتناظر ؛ لأنه علم يحتاج فيه إلى رد الفروع على الأصول للحاجة إلى ذلك وليس الاعتقادات كذلك ؛ لأن الله عز وجل لا يوصف عند جماعة أهل السنة إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أو أجمعت الأمة عليه وليس كمثله شيء فيدرك بقياس أو بإنعام نظر ، . [ ص: 930 ] [ ص: 931 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية