الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                        86 [ ص: 7 ] 13 - باب الوضوء من المذي

                                                                                                                        74 - مالك ، عن أبي النضر ، مولى عمر بن عبيد الله ، عن سليمان بن يسار ، عن المقداد بن الأسود ، أن علي بن أبي طالب أمره أن يسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم عن الرجل ؛ إذا دنا من أهله ؛ فخرج منه المذي ، ماذا عليه ؟ قال علي : فإن عندي ابنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا أستحي أن أسأله . قال المقداد : فسألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك ، فقال : " إذا وجد ذلك أحدكم فلينضح فرجه بالماء وليتوضأ وضوءه للصلاة " .

                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                        2445 - قال أبو عمر : حديث مالك ، عن أبي النضر عن سليمان بن يسار [ ص: 8 ] عن المقداد : لم يسمعه سليمان من المقداد ولا من علي ؛ لأنه لم يدركهما .

                                                                                                                        [ ص: 9 ] 2446 - وقد ذكرنا مولده ووفاته ووفاة المقداد [ ص: 10 ] في التمهيد .

                                                                                                                        2447 - وإنما روى سليمان بن يسار هذا الخبر ، عن ابن عباس ، عن علي ، ذكره ابن وهب ، عن مخرمة بن بكير ، عن أبيه عن سليمان بن يسار ، عن ابن عباس ، قال : قال علي : أرسلت المقداد إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسأله عن المذي .

                                                                                                                        2448 - الحديث مذكور في التمهيد .

                                                                                                                        [ ص: 11 ] 2449 - ورواه سفيان بن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، عن عطاء ، عن ابن عباس أنه سمع عليا بالكوفة فذكر الحديث .

                                                                                                                        2450 - وقد خولف في ذلك عمرو بن دينار على حسب ما ذكرناه في التمهيد .

                                                                                                                        2451 - وسماع سليمان بن يسار من ابن عباس صحيح .

                                                                                                                        2452 - والحديث ثابت عند أهل العلم صحيح ، له طرق شتى عن علي ، وعن المقداد ، وعن عمار أيضا ، كلها صحاح حسان .

                                                                                                                        [ ص: 12 ] [ ص: 13 ] 2453 - أحسنها ما ذكره عبد الرزاق ، عن ابن جريج ، قال : قلت لعطاء : أرأيت إن وجدت المذي أكنت ماسحه ؟ مسحا ؟ قال : لا . المذي أشد من البول ؛ يغسل غسلا ، ثم أقبل يحدثنا .

                                                                                                                        2454 - قال أخبرني عايش بن أنس أخو بني سعد بن ليث قال : تذاكر علي بن أبي طالب ، وعمار بن ياسر ، والمقداد بن الأسود ، المذي فقال علي : إني رجل مذاء ، فاسألوا عن ذلك النبي - عليه السلام - فإني أستحي أن أسأله عن ذلك لمكان ابنته مني ، ولولا مكان ابنته لسألته . قال عايش فسأله أحد الرجلين : عمار ، أو المقداد . قال عطاء : قد سماه عايش فنسيته فقال النبي - عليه السلام - " ذلكم المذي ، إذا وجده أحد منكم فليغسل ذلك منه ، ثم ليتوضأ فيحسن وضوءه ثم [ ص: 14 ] لينضح فرجه " .

                                                                                                                        2455 - قال ابن جريج : فسألت عطاء عن قول النبي عليه السلام : " يغسل ذلك منه " ، قلت : حيث المذي يغسل منه أم ذكره كله ؟ فقال : بل حيث المذي منه فقط .

                                                                                                                        2456 - فقلت لعطاء : أرأيت إن وجدت مذيا فغسلت ذكري كله أأنضح مع ذلك فرجي منه ؟ قال : لا . حسبك .

                                                                                                                        2457 - قال أبو عمر : في رواية يحيى عن مالك في هذا الحديث : " فلينضح فرجه وليتوضأ وضوءه للصلاة " .

                                                                                                                        2458 - وفي رواية ابن بكير ، والقعنبي ، وابن وهب ، وسائرهم : " فليغسل فرجه وليتوضأ وضوءه للصلاة " . وهذا هو الصحيح .

                                                                                                                        2459 - وقد رواه عبد الرزاق ، عن مالك ، كما رواه يحيى ، قال : " فلينضح فرجه " ، ولو صحت رواية يحيى ومن تابعه كانت مجملة تفسرها رواية غيره ؛ لأن النضح في لسان العرب يكون مرة : الغسل ، ومرة : الرش .

                                                                                                                        2360 - وقد ذكرنا شواهد ذلك في غير هذا الموضع .

                                                                                                                        2461 - ولا يختلفون أن صاحب المذي عليه الغسل لا الرش ، وإنما اختلفوا فيما يغسل منه ، آلذكر كله ؟ :

                                                                                                                        2462 - فقالت طائفة : يغسل منه الذكر كله ، وقيل : لا يغسل منه إلا المخرج كالبول .

                                                                                                                        2463 - وقد قال عمر : فليغسل ذكره .




                                                                                                                        الخدمات العلمية