الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 384 ] وقرأ : ومن يقنط [56] . وقرأ : "من بعد ما قنطوا " جميعا بالكسر . وقرأ أبو عمرو والكسائي : ( قال ومن يقنط ) بكسر النون ، و"قنطوا " بفتح النون ، وقرأ أهل الحرمين وعاصم وحمزة : ( قال ومن يقنط ) بفتح النون ، وقرؤوا : "قنطوا " بفتح النون ، وقرأ الأشهب العقيلي : ( قال ومن يقنط ) بضم النون . قال أبو جعفر : أبو عبيد القاسم بن سلام يختار قراءة أبي عمرو والكسائي في هذا ، وزعم أنها أصح في العربية ، ورد قراءة أهل الحرمين وعاصم وحمزة ؛ لأنها على فعل يفعل عنده ، وكذا أنكر "قنط يقنط " ، ولو كان الأمر كما قال لكانت القراءتان لحنا ، وهذا شيء لا يعلم أنه يوجد أن يجتمع أهل الحرمين على شيء ثم يكون لحنا ، ولا سيما ومعهم عاصم مع جلالته ومحله وعلمه وموضعه من اللغة ، والقراءتان اللتان أنكرهما جائزتان حسنتان ، وتأويلهما على خلاف ما قال . يقال : قنط يقنط ، وقنط قنوطا ، فهو قانط . وقنط يقنط قنطا فهو قنط وقانط . فإذا قرأ : "ومن يقنط " فهو على لغة من قال : "قنط يقنط " ، وإذا قرأ : "ومن يقنط " فهو على لغة من قال : "قنط يقنط " مثل ضرب يضرب ، وإذا قرأ : "يقنطوا " فهو على لغة من قال : قنط يقنط ، مثل حذر يحذر ، فله أن يستعمل اللغتين . وأبو عبيد ضيق ما هو واسع من اللغة . ومعنى "ومن يقنط " : من ييأس .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية