[ ص: 1706 ] تفسير سورة الذاريات
مكية
بسم الله الرحمن الرحيم
والذاريات ذروا فالحاملات وقرا فالجاريات يسرا فالمقسمات أمرا إنما توعدون لصادق وإن الدين لواقع
هذا ، ما جعل على أن وعده صدق، وأن الدين الذي هو يوم الجزاء والمحاسبة على الأعمال، لواقع لا محالة، ما له من دافع، فإذا أخبر به الصادق العظيم وأقسم عليه، وأقام الأدلة والبراهين عليه، فلم يكذب به المكذبون، ويعرض عن العمل له العاملون. قسم من الله الصادق في قيله، بهذه المخلوقات العظيمة التي جعل الله فيها من المصالح والمنافع والذاريات: هي الرياح التي تذرو، في هبوبها ذروا بلينها، ولطفها، وقوتها، وإزعاجها. فالحاملات وقرا السحاب، تحمل الماء الكثير، الذي ينفع الله به العباد والبلاد. فالجاريات يسرا النجوم، التي تجري على وجه اليسر والسهولة، فتتزين بها السماوات، ويهتدى بها في ظلمات البر والبحر، وينتفع بالاعتبار بها.
فالمقسمات أمرا الملائكة التي تقسم الأمر وتدبره بإذن الله، فكل منهم، قد جعله الله على تدبير أمر من أمور الدنيا وأمور الآخرة، لا يتعدى ما حد له ورسم، ولا ينقص منه.
تفسير سورة الذاريات
- تفسير قوله تعالى والذاريات ذروا فالحاملات وقرا
- تفسير قوله تعالى والسماء ذات الحبك
- تفسير قوله تعالى قتل الخراصون الذين هم في غمرة ساهون
- تفسير قوله تعالى إن المتقين في جنات وعيون
- تفسير قوله تعالى وفي الأرض آيات للموقنين
- تفسير قوله تعالى هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين
- تفسير قوله تعالى وفي موسى إذ أرسلناه إلى فرعون بسلطان مبين
- تفسير قوله تعالى وفي عاد إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم
- تفسير قوله تعالى وفي ثمود إذ قيل لهم تمتعوا حتى حين
- تفسير قوله تعالى وقوم نوح من قبل إنهم كانوا قوما فاسقين
- تفسير قوله تعالى والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون
- تفسير قوله تعالى كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول
- تفسير قوله تعالى فتول عنهم فما أنت بملوم
- تفسير قوله تعالى وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون
- تفسير قوله تعالى فإن للذين ظلموا ذنوبا مثل ذنوب أصحابهم