الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون والأرض فرشناها فنعم الماهدون ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين ولا تجعلوا مع الله إلها آخر إني لكم منه نذير مبين

                                                                                                                                                                                                                                        والسماء بنيناها بأيد أي بقوة. وإنا لموسعون فيه خمسة أوجه:

                                                                                                                                                                                                                                        أحدها: لموسعون في الرزق بالمطر ، قاله الحسن .

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: لموسعون السماء ، قاله ابن زيد.

                                                                                                                                                                                                                                        الثالث: لقادرون على الاتساع بأكثر من اتساع السماء. [ ص: 374 ] الرابع: لموسعون بخلق سماء ملثها ، قاله مجاهد .

                                                                                                                                                                                                                                        الخامس: لذوو سعة لا يضيق علينا شيء نريده. ومن كل شيء خلقنا زوجين فيه وجهان:

                                                                                                                                                                                                                                        أحدهما: أنه خلق كل جنس نوعين.

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: أنه قضى أمر خلقه ضدين صحة وسقم ، وغنى وفقر ، وموت وحياة ، وفرح وحزن ، وضحك وبكاء. وإنما جعل بينكم ما خلق وقضى زوجين ليكون بالوحدانية متفردا. لعلكم تذكرون يحتمل وجهين:

                                                                                                                                                                                                                                        أحدهما: تعلمون بأنه واحد.

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: تعلمون أنه خالق. ففروا إلى الله أي فتوبوا إلى الله.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية