الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية

ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

صفحة جزء
فصل

وأما الحديث الذي احتجوا به، وهو قوله صلى الله عليه وسلم: «إن من العلم كهيئة المكنون لا يعلمه إلا أهل العلم بالله، فإذا أنكروا لم ينكره إلا أهل الغرة بالله» فهذا حجة عليهم إن كان صحيحا، فإن هذا ليس له إسناد تقوم به الحجة، بل قد رواه أبو إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري في كتابه الفاروق بإسناد فيه من [ ص: 328 ] لا يعرف.

وأبو إسماعيل هو وشيخه يحيى بن عمار وغيرهم يحملون ذلك على أحاديث الصفات الدالة على إثبات الصفات [ ص: 329 ] لله تعالى، وأبو حامد يحمل ذلك على ما يذكره في الكتب المضنون بها، ونحو ذلك من أقوال الباطنية الملاحدة، لكنه رجع عن ذلك في آخر عمره، فهذا الحديث إن لم يكن صحيحا فلا حجة فيه، وإن كان صحيحا بتقدير صحته ففيه "أن من العلم كهيئة المكنون لا يعلمه إلا العلماء بالله، فإذا نطقوا به أنكره أهل الغرة بالله".

التالي السابق


الخدمات العلمية