الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          قال إني ليحزنني أن تذهبوا به وأخاف أن يأكله الذئب وأنتم عنه غافلون

                                                          بذلوا أقصى معسول للقول، وأكثروا من تأكيد المحبة والإخلاص، ويكثر الكائد من قول يكون لإحساسه بأنه كاذب في نفسه، ويحاول أن يستر ذلك على من يخاطبه.

                                                          وقد توجس يعقوب منهم خيفة، وقال معلنا خوفه بهاتين العبارتين أولاهما: إني ليحزنني أن تذهبوا به وفي هذه العبارة السامية يبين حزنه الشديد الذي أكده بـ (إن) ولام التوكيد، وسبب الحزن هو مفارقته، فذهابهم به يوجد في نفسه حزنا عميقا، وذلك إمارة حبه الدفين الذي لا يستطيع معه فراقا، والثانية: قوله: وأخاف أن يأكله الذئب فهو لا يحب أن يفترق عنه، ويخاف عليه من الذئب.

                                                          وهنا نقول: إن نبي الله يعقوب كان ينطق بفطرة الأبوة المحبة، ولكنه يخاطب من يريدون الشر ويفعلون، ويحاولون من بعد أن يلتمسوا المعاذير التي يرونها تدخل على نفس أبيهم في يسر، ومن غير استئذان، وقد وجدوا الأب الكريم الطيب النقي، يسهل لهم معاذيرهم، وهو خوفه من أن يأكله الذئب، وهم عنه غافلون، فقالوا: أكله الذئب، فعذرهم الكاذب أخذوه من قول أبيهم الصادق، وعلموا أنه الذريعة إلى التصديق وإخفاء ما بيتوا.

                                                          قالوا مسترسلين في خديعة أبيهم، ومن يدبر الشر

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية